Ultimate magazine theme for WordPress.

العروة الوثقى صامدة في وجه الزمن تربط العرش العتيد بالشعب الوفي

144

كان المغاربة دائما يقفون في وجه الاستعمار و يطالبون بوحدة شمالهم و جنوبهم وهم ملتفون حول العرش الضامن لهذه الوحدة و القائم على إرساء دعائمها. وقد عرف تاريخ المغرب الحديث كفاح جلالة المغفور له محمد الخامس و تضحيته و عائلته بالنفس و النفيس من أجل الاستقلال و الوحدة، ولم يكتف بذلك الاستقلال الذي كان يعتبره جهادا أصغر، بل تعداه إلى جهاد استكمال الوحدة الترابية و جهاد التنمية، و سيتم بلوغ هذا المراد في عهد وارث سره و باني المغرب الحديث جلاله الراحل المقدس الحسن الثاني طيب الله مثواه، الذي جعل من المغرب و رشا  حيا نابض القلب ، صلب الشرايين، فلم يهنا له بال رحمه الله  حتى أعاد الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن الأم و الحق ركبها بقطار التنمية بأقاليم الشمال، فتغير وجه هذا الجنوب  الجامد و تحول إلى ورش دائب الحركة فأصبح كل شيء فيه يتيه فخرا و اعتزازا بما أنجز من جليل الأعمال و عظيم المرافق.

و هاهو محمد السادس و بعد فترة و جيزة من توليه على عرش أسلافه الميامين يحمل نفس المشعل و يطوف بكرسي العرش بالمملكة من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها  ويتفقد أحوال رعايا جلالته في كل حين بهذه الأقاليم الحبيبة ، و قد عزز ذلك بإعطاء  للتنمية البشرية كل العناية حتى يتمكن كل مواطن مغربي من العيش الكريم . و هكذا يظهر لنا جليا أن العمل الدؤوب و التفاني في خدمة الوطن و الوطنين و البحث عن سبل تحقيق السعادة و الرفاهية لهم كان دائما  الهاجس الذي  يشغل بال كل من تعاقب على عرش المغرب و خاصة من ملوك الدولة  العلوية الشريفة .

22 سنة من العمل الدؤوب الحقيقي خدمة للوطن ..تم خلالها التحرك الملكي نحو إفريقيا لمفهوم جديد في دبلوماسية الفعل البناء والواقعي الذي يحرص على نسج علاقات إيجابية نفعية مع الدول الإفريقية، وكان قرار المغرب الرجوع إلى حظيرة منظمة الوحدة الإفريقية من القرارات الإستراتيجية التي تستوعب جيدا الوقت المناسب لإعادة سكة المغرب إلى الدبلوماسية متعددة الأطراف..  كما بالغ في تدشين المشاريع والتنموية والاصلاحات في كل المجالات والقطاعات الحيوية وتوفير مناصب الشغل وكل هذا من اجل اسعاد رعاياه الأوفياء سواء في المغرب او خارجه

و تختلف طرق إرضاء هذا الهاجس باختلاف حقب الزمن و تطور العصور و الأجيال، فمن مولاي علي الشريف إلى مولاي رشيد إلى  مولاي إسماعيل إلى سيدي محمد بن عبد الله إلى مولاي سليمان إلى مولاي عبد الرحمان إلى مولاي عبد الحسن الأول إلى سيدي محمد الخامس و الحسن  الثاني طيب  الله ثراهم و رضي عنهم أجمعين وصولا إلى سيدي محمد السادس أمد الله في عزه و نصره.

فالتاريخ يشهد أن كل ملك من هؤلاء البررة العظام لم يال جهدا و حتى في أحلك  الفترات للدفاع  عن وحدة البلاد و الرفع من مكانتها كي تلعب دورا في خضم الحضارة الإنسانية و تبقى تلك  العروة الوثقى قوية صامدة في وجه الزمن تربط العرش العتيد بالشعب الوفي.

المصطفى بلقطيبية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.