بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله خطابا ساميا لخص فيه الخطوط العريضة لحاضر ومستقبل ملف الوحدة الترابية استكمالا لما حققته المسيرة الخضراء، هذا في الوقت الذي تتواصل فيه مسيرات التنمية والتحديث والبناء ، تكريما للوطن والمواطن المغربي ، من خلال نهج سياسة حسن استثمار المؤهلات البشرية والطبيعة. هذا وقد أشارة حفظه الله الى البعد الأطلسي للمملكة، والمتمثلة في الواجهة البحرية المطلة على المحيط الأطلسي والممتد من طنجة إلى الكويرة. ان التراكم المحصل في ملف الوحدة الترابية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدبلوماسي، وهو ما كان محطة اشادته نصره الله بالدور والمجهود الذي حققته الدبلوماسية الوطنية، في مختلف المجالات والميادين محليا واقليميا ودوليا، مما مكن من تقوية موقف المملكة، وزيادة الدعم الدولي لوحدته الترابية ، والتصدي لمناورات الخصوم، المكشوفة والخفية. انه الدور الفاعل والفعال الذي تنهجه الدبلوماسية الوطنية وفي مقدمتها الدبلوماسية الملكية، والتي تعد قدوة كل الفعاليات المعهود إليها بالدفاع عن الوحدة الترابية. وفي هذا السياق نشأت وتقوت الدبلوماسية الموازية الوطنية التي سارت إلى جنب الدبلوماسية الرسمية في تحقيق المكاسب والترافع عن قضية الوحدة الترابية، وحشد الدعم القاري والدولي لمبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد وواقعي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ويشهد بذلك الاعترافات المتتالية لمجموعة من الدول، و بعدها فتح قنصليات لها بالاقاليم الصحراوية. ان انعكاسات الاستقرار السياسي، والنمو الاقتصادي، والدينامية الاجتماعية، على المغرب عامة وعلى جنوب المملكة خاصة جعلتها محطة انظار العالم لما تحقق على الأرض من تنمية واستثمارات، وتغير ايجابي على مستوى العيش بالاقاليم الجنوبية، والتي تعرف نهضة حقيقية بقيادة واشراف عاهل البلاد، مما أدى إلى الارتقاء بالاداء العام للمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. هذا وقد أكد نصره الله على استمرار الجهود والجدية لتشجيع مواصلة العمل لاستكمال المشاريع والاصلاحات، ورفع التحديات التي تواجه البلاد. كما نوه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمستوى قيم التضامن والتعاون والاخلاق العالية في التعامل مع كل الشركاء مما يزيد الثقة والمصداقية في النموذج المغربية الذي اصبح منارة عالية لنشر التسامح والوسطية والاعتدال، وحاضنة للمشاريع والاستثمارات الواعدة، ومنصة للانطلاق والاقلاع نحو المستقبل.